creative sudanese music

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Share Your Music 


    اختفاء ظاهرة الثنائيات الغنائية ـ خبراء يحللون الظاهرة

    avatar
    عاشقة الفن الاصيل


    عدد المساهمات : 14
    النقاط : 53
    تاريخ التسجيل : 27/07/2010

    اختفاء ظاهرة الثنائيات الغنائية ـ خبراء يحللون الظاهرة Empty اختفاء ظاهرة الثنائيات الغنائية ـ خبراء يحللون الظاهرة

    مُساهمة  عاشقة الفن الاصيل الخميس يوليو 29, 2010 5:14 pm

    الماحي سليمان: الثنائيات ليس لها قيمة في ظل ظهور المجموعات الغنائية الكثيرة
    أنس العاقب : انحسار الظاهرة وخفوت صوتها ناتج عن ظروف اجتماعية وفنية
    أجراه: طاهر محمد علي
    حفل تاريخ الأغنية السودانية بتجارب متعددة للثنائيات الفنية التي أثبتت نجاحها الباهر ، منذ أولاد شمبات وحتى آخر الثنائيات الشبابية الموجودة الآن في الساحة ممثلة في الثنائي إيمان وأماني محمد خيري احمد .
    ظهور الثنائيات في الآونة الاخيرة اعتورته مشاكل عديدة ابرزها الاستمرارية والانسجام والتناغم.. فى هذا التحقيق نستعرض تجارب الثنائيات الغنائية بعيون عدد من المختصين ، والمهتمين لمعرفة اختفاء الظاهرة، ومدى نجاح تجاربها السابقة.
    الأستاذ الموسيقار الماحي سليمان اعتبر ان طبيعة الأغنية السودانية شعبية جماعية وظهور الثنائيات جاء لتأكيد الجماعية لأن الأغنية الفردية كانت قد سيطرت على الموقف، ولاحظنا ان هذه الثنائيات بدأت تتقلص بفعل الظهور الكثيف للمجموعات (الفرق الكبيرة) .
    وكدلالة على ذلك تنوع الأداء الموسيقي للتعبير عن الحياة الاجتماعية في السودان (الحضرية) مع احتفاظ الأغنية الشعبية بكل تقاليدها وسلوكياتها لأنها جزء من حياة الريف، وتمثل البيئة الطبيعية.
    وعن اختفاء الثنائيات في الوقت الحاضر يشير الماحي سليمان ان الثنائيات أصبحت ليس لها قيمة في ظل الجماعات الكثيرة التي ظهرت لكنه يؤكد ان المستقبل كله للغناء الجماعي بشرط ان يتغير اسلوب الاداء وعدم الاعتماد على آلة الاورغ، وضرورة إدخال الآلات الشعبية السودانية لتصل في اقل حدودها الى (20) آلة موسيقية لان كثرة الأصوات الموسيقية تعطي العمل حيوية وقوة وتمنح العمل الفني نجاحا مقدرا.
    * الموسيقار انس العاقب اعتبر أن الغناء أصلا بدأ جماعيا في المجتمعات القديمة بعد ان عرف الإنسان كيف يشكل عبارة غنائية وذلك في اشكال بدائية مختلفة اما بترجيع غناء المغني الاساسي بواسطة الكورس والمجموعة او مشاركته في تشطير الجملة الغنائية، اما بالرد عليه كجملة جوابية او ما يسمى بالغناء الترادفي، وان يتبادلوا مع المغني اللحن وهو ما يسمى بالاداء والغناء التبادلي.
    ويؤكد د. أنس العاقب ان الغناء الجماعي هو السمة الأساسية لكل أشكال وانواع الغناء الشعبي ، البدوي والحضري. أما بشأن البدايات الأولى للغناء الجمالي المدني الذي شهدته ام درمان مطلع القرن الماضي يقول انس العاقب:
    شهدت ام درمان مطلع القرن الماضي البدايات الأولى للغناء الجمالي المدني الذي تحول فيما بعد الى ثنائيات غنائية انفلتت من غناء الطمبرة (الحلقي) واتجهت الى تكوين مدرسة جديدة في الحقيبة بعد رحيل ثلاثيها المبدع سرور وبرهان وكرومه، ولم يكن ممكنا لمغنٍ مفرد ان يصل إلى مستوى الأداء المتفرد لسرور وكرومه والأمين برهان لقوة أصواتهما وأسلوبهما في الاداء ولذلك ظهر الثنائيات في مدرسة الحقيبة ممثلة في عوض وابراهيم شمبات، وأولاد الموردة، وميرغني المأمون واحمد حسن جمعة، وقدموا بهذه الثنائيات أسلوبا جديدا في الأداء والتعبير وتميزت ثنائياتهم بالانسجام الصوتي وتوافق المزاج في الاختيار وتجديد الأداء ومن ثم ظهرت ثنائيات أخرى لاحقة بعد بزوغ نجم المدرسة الموسيقية واتاحة الفرصة لوافدين جدد فظهرت لاول مرة ثلاثية العاصمة التي جمعت بين الحويج والسني الضوي وابراهيم ابودية ثم بعد رحيل الحويج تحولت التجربة الى ثنائى العاصمة وهما اشهر ثنائى واكثرهما ثباتا وتجربة وتفردا في الاداء، ويعتبر السني الضوي كملحن من اميز ملحني المدرسة الموسيقية وكمغني استطاع ان يثبت وجوده في تميز مساحة واداء وشخصية ابراهيم ابودية، ويؤكد د.أنس بالقول: ظلت ثنائية العاصمة دائما في المقدمة ولم يعتورها الوهن لتتحول الى ظاهرة.
    كما ظهرت ثنائيات أخرى مثل ثنائي الجزيرة، وثنائي النغم، والثنائي الوطني، وتيمان عطبرة، وثنائى الدبيبة، وثنائى الحتانة بل ان الفنانة ام بلينة السنوسي ظهرت في الستينات عبر الثنائى الشهير (ثنائى كردفان) في الاغنية الشهيرة (ارحموني يا ناس وحنو على) والمتابع لحركة الغناء حتى في العالم العربي سيكتشف ان الغناء الجماعي لا يعمر طويلا لأسباب من أهمها تنافر المزاج والانفصال او فقدان الكفاءة الفنية او تدنيها، وأحيانا لتوقف التجربة في مرحلة معينة تجاوزها الزمن او تخطاها التاريخ .
    ويشير د. انس العاقب بان غناء الثنائيات في تقديره من أصعب أنواع الاداء لانه يستوجب انتباها وانضباطا وتطابقا في ارسال الصوت وديناميكيته.
    ان انحسار الثنائية وخمول ذكرها وخفوت صوتها يأتي نتاجا لظروف اجتماعية وفنية تجعل من العسير على شخصين التفرغ التام لتجويد الاداء مع تجديد الاختيار مضافا اليهما ضرورة الظهور بمظهر جديد في اسلوب ادبي جديد والا لتكررت التجربة واصبحت نسخا تتوالد الى ما لا نهاية بل ان حتى الفرق الجماعية والثلاثيات نفسها ينسحب عليها ما اكدناه ويختتم انس حديثه بالقول الظاهرة لن تنحسر تماما فها نحن نسمع ونشاهد في كل يوم جماعة غنائية جديدة تخرج علينا فجأة وقبل ان نتمعنها تختفي فجأة مثلما يحدث للثنائيات .
    وعن تجربة الثنائيات في السودان ومدى نجاحها في الاستمرارية يقول الفنان محمد حميدة (الثنائى الوطني): تجربة الثنائيات غالبا ما تكون محاطة بظروف معينة واحتمالات الاستقرار والحركة المتاحة لطرف دون الآخر تتسبب في تباعدهما اما من الناحية الفنية فلا توجـــد اشكالات .
    اما رفيقه فى تجربة الثنائى الوطنى الفنان يوسف السماني يرى ان ظاهرة الثنائيات ظاهرة طبيعية لنشأة الاغنية السودانية التي عرفت بالجماعية وهي امتداد لمرحلة الانشاد الديني ومرحلة الحقيبة التي ظهرت فيها المجموعات والعديد من الثنائيات.
    اما مرحلة الاغنية الحديثة يرى يوسف السماني ان هناك تجارب ناجحة للثنائيات، لكن اختفاء الظاهرة يعود للركود الفني في الساحة، وعدم اهتمام الدولة بالفنون، الشئ الذي جعل الغناء (ما بأكل عيش) حسب تعبيره مما حدا بكثير من اصحاب الموهبة الغنائية الاتجاه الى طرق ومهن اخرى لكسب العيش.
    وعن مستقبل الثنائيات الغنائية اكد السماني ان الساحة خالية الآن من وجوه غنائية يمكنها ان تقدم تجارب ثنائية فيما عدا الثنائى ايمان واماني محمد خيري، لكنه في نفس الوقت اشار الى ان المواهب موجودة فقط تحتاج الى الاكتشاف والصقل والاهتمام.
    ويؤكد الفنان السني الضوي احد أركان تجربة ثنائي العاصمة الناجحة لتوافر عنصر العزيمة والإصرار والانسجام وحسن اختيارهما للكلمة الجيدة المنتقاة ورغبتهما في أن يقدما فنا محترما للناس لتثمر التجربة عن العديد من الأغنيات الخالدة في مكتبة الغناء السوداني ويدلل على ذلك بأن رصيدهما بالإذاعة لوحدها أكثر من 50 أغنية. وعن سر نجاح الثنائيات يقول السني الضوي: من أهم عناصر النجاح ان يلتقي الطرفان فكريا ووجدانيا ، وذوقيا وأشار السني الضوي ان اي تجربة مالم تتوافر فيها هذه العناصر تصبح صعبة باعتبار ان الغناء الثنائى اصعب من الغناء الفردي

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 5:03 pm