لقد أرهقني طول السفر اليك , ومسافات الطريق , وذرات التراب , وحبيبات المطر, تعثرت كثيرا قبل أن أستقيم , كم من متاعب لاقيت وكم عانيت من وحدتي ووحشة الدرب وظلمة الدجى ..كم كان ليلي طويلا وقمري غائبا ووردي شائكا بلا رائحة .. لقد عشقتك قبل لقائك لأنك كنت متأصلا في نفسي , منقوشا على جدار القلب , وكم عانيت من عناء التطلع في وجوه الناس بحثا عنك .. حتى أصابني اليأس ..وفي قمة يأسي فاجأتني عينيك لحظتها فقط أدركت أني قد وصلت .. وعلى ضوء عينيك بنيت قصور امال كادت أن تتحطم , ثم اتسع صدري حتى أحسست ان الكون بمساحاته الشاسعة تمدد واسترخى في دواخلي ....
ان حبك رسخ في قلبي .. انه قويا ضاربا بجذوره في أعماق ذاتي ... انه وتدا قويا يثبت السكينة في نفسي , كتلك الجبال التي كانت ومازالت أوتادا قوية تثبت أرض مدينتي ..حبك قديما متأصلا في نفسي كتلك الجبال التي ترعرت فوق أرضها , مخضرا كاخضرار مدينتي , انه يعربد في قلبي كعربدة نهر القاش في موسم ثورته , فتجن كلماتي بحبك , وتينع برؤوسها تطاول السماء, فأحمل يراعي لأخطها محمومة بالاحساس ولولا هذه السطور لأحرقني لهيبها ...
يالحبك .......قد أضاء طريقي وأهداني ثوبا موشى من نسيج الاخضرار ,وأرضا شمسها تبعث الدفء في عروق الحياة ,يامن أشعلت في قلبي الف شمعة للأمل ,ستكون أنت محطتي الأخيرة ,وسأنزل لأستكين في عينيك وأغتسل في بحورهما من وعثاء السفر ,وسـألقي أحزاني بعيدا وأسير في طريق جديد تطاول أشجاره السماء وتعانق فيه الشمس وجه الماء